قصة اليوم في مكتبة القصص عن (حكايات كليلة ودمنة.... الناسك وجرة السمن والعسل)




قال الحصان للثور: اعلم أن من يتكلم في ما لا يدري يصيبه ما أصاب الرجل الناسك عندما أهرق السمن والعسل على رأسه.


فسأله الثور: وكيف كان ذلك؟
قال: زعموا أن ناسكاً (أي رجلاً منقطعاً للعبادة طول الوقت. لا يقوم بعملٍ يكسب به رزقه) كان يتلقى من تاجرٍ غني فاعل للخير كميةً من الدقيق والسمن والعسل كل يوم. فكان يبقي من ذلك السمن والعسل فيجعل الباقي منها في جرة ثم يعلقها في بيته.

 فبينما الناسك ذات يوم مستلقٍ على ظهره، والجرة فوق رأسه، إذ نظر إليها فذكر غلاء السمن والعسل، فقال: أنا بائعٌ ما في هذه الجرة بدينار، فأشتري بالدينار عشرة أعنز، فيحملن ويلدن لستة أشهر.

ثم حزر على هذا الحساب لخمس سنين، فوجد ذلك أكثر من أربعمائة عنز. فقال لنفسه: ثم أبيعها فأشتري بأثمانها مائةً من البقر، بكل أربعة أعنز ثوراً، وأصيب بذراً فأزرع على الثيران، فلا يأتي علي خمس سنين إلا وقد أصبت منا ومن الزرع مالاً كثيراً،

 فأبني بيتاً فاخراً، وأشتري أثاثاً وريشاً ومتاعاً، فإذا فرغت من ذلك تزوجت امرأةًجميلةً ذات حسب، ثم تلك ابناً سوياً مباركاً فاسميه مامه وأؤدبه أدباً حسناً وأشتد عليه في الأدب، فإن لم يقبل الأدب مني ضربته بهذه العصا هكذا.

ورفع العصا يشير بها فأصابت الجرة فانكسرت، وانصب السمن والعسل على رأسه ولحيته. وإنما ضربت لك هذا المثل لتنتهي عن الكلام في ما لا تدري.

                     او مثل الناسك والعنز 

تعليقات

إرسال تعليق