جحا بائع الزيتون

قصتنا اليوم في مكتبة القصص هدية لكم من ابنة خالي الاصغر منه


في صباح احدى الأيام، خرج جحا يدفع أمامه عربته الصغيرة، وينادي على الزيتون الذي يبيعه: الزيتون الطازج الذيذ، الذي لامثيل له.


فكان الناس يقبلون على شراء الزيتون من جحا، ويدفعون له ثمن مايشترونه وهم راضون.
سمع جحا صوت المؤذن وهو يؤذن لصلاة الظهر، فلم تلهه التجارة ولا البيع عن ذكر الله، فقال لمن حوله: سأذهب لأؤدي فرض الله، ثم أعود اليكم.
تزايد حضور الزبائن، ووقفوا ينتظرون جحا، حتى رجع من الصلاة، فراح يبيع لهم الزيتون.
قال جحا لآخر زبونة: تفضلي ماطلبت من الزيتون، وان اعجبك فعودي لتشتري مني ثانيا.
ثم جاء رجل ضخم الجثة، وسأل جحا: بكم تبيع الزيتون ياعم جحا؟ قال جحا: أبيع الرطل منه بدينار.
قال الرجل: ياللهول! انه لثمن باهظ.
قال له جحا: هلا تناولت حبة من الزيتون وتذوقتها: ستجد ان طعم الزيتون لذيذ لم تذق مثله طول عمرك، وان زيته من أحسن الزيوت.
تناول الرجل حبة زيتون وذاقها، ثم قال: نعم نعم، الحق أن زيتونك حلو لذيذ. قال له جحا: لا تضع الفرصة اذن، وخذ مقابل ماتدفعه أفخر أنواع الزيتون.
قال الرجل: ألا تعرفني يا جحا؟ فأنا جارك، وأسكن الدار التي تبعد عن دارك عشرين دارا. فان قبلت ان تبيعني الزيتون بالدين، فأنا أشتري منك.
قال جحا: بما انك جاري، فلا مانع لدي أن أبيعك بالدين، وطلبك على العين والرأس. قال الرجل: زن لي اذن ثلاثة أرطال.
قال جحا: وبذلك تكون مدينا لي بثلاثة دنانير.
قال الرجل: نعم نعم، وسأدفها لك قريبا ان شاء الله. هيا اعطني الزيتون.
قال جحا: أما تسمع المؤذن يؤذن لصلاة العصر؟ هيا نؤدي الصلاة معا. وعندما نعود من الصلاة،أزن لك الزيتون الذي طلبته.
قال الرجل: أعطني الزيتون أولا، واذهب للصلاة انت وحدك، فاني لا أصلي.



قال جحا: أي انك لا تفي بدين الخالق، فكيف تفي بدين المخلوق؟

تعليقات

  1. أعجبتني جدا ..
    فمثل هذه القصص تربي أجيال المستقبل..
    نسأل الله أن يعيننا على حمل تلكم الأمانة العظيمة التي أبيت السموات والارض و الجبال أن يحملنها.

    ردحذف

إرسال تعليق