ابن آوى حيوانٌ بري يشبه الكلب والثعلب، يسميه العامة "الواوي، ويتحدثون كثيراً عن ذكائه ومكره وقدرته على المراوغة وابتكار الحيل. طعامه المفضل لحوم الفرائس التي يصطادها كالدجاج والطيور والأرانب وغيرها.
تقول الأساطير (أي الحكايات الخيالية القديمة) إنه كان يعيش في غابةٍ ببلاد الهند اثنان من حيوانا "ابن آوى" الأول اسمه "كليلة" والثاني اسمه "دمنة" وكان هذان الصديقان يرويان لبعضهما ذكرياتهما وحكاياتٍ مدهشةً عما يجري في الغابة بين الحيوانات من وقائع وحوادث ذات عبرةٍ مفيدةٍ.
في الوقت ذاته كان يحكم بلاد الهند، في ذلك الزمن القديم جداً، ملكٌ صالحٌ اسمه "دبشليم" قرب إليه إنساناً حكيماً اسمه "بيدبا" كبير فلاسفة الهند. فكان يصغي لأحاديثه الجميلة المترعة بالحكمة والدعوة للفضيلة.
من تلك الأحاديث التي كانت تجري بين كليلة ودمنة، والأحاديث التي كانت تجري بين الملك دبشليم والفيلسوف بيدبا، جمع الكتاب الهنود القدامى مواد كتابٍ ضخم ثمين، يسحر القراء بما يتضمنه من حكاياتٍ أسطورية خيالية بديعة تدعو إلى تهذيب النفس وإصلاح الأخلاق، ونشر العدل والرحمة وحسن المعاملة، والإرشاد إلى السلوك الحسن الصالح.
وقد أعجب هذا الكتاب المدهش أدباء الفرس فترجموه إلى لغتهم "الفهلوية".
كان ذلك قبل إشراق نور الإسلام على الدنيا.. وفي أواسط القرن الثاني للهجرة، عندما أنشأ الخليفة العباسي "المنصور" مدينة بغداد عاصمةً للدولة الإسلامية الواسعة العظيمة،
كان يعيش في بغداد أدباءٌ وشعراءٌ عربٌ كثيرون، منهم الكاتب "عبد الله بن المقفع" الذي ألف كتاباً بعنوان "الأدب الكبير" وكتاباً بعنوان "الأدب الصغير"، فقام بترجمة كتاب "كليلة ودمنة" من اللغة الفلهوية إلى اللغة العربية، فأضاف بذلك إلى التراث الأدبي العربي كتاباً جميلاً نفيساً جميلاً ما يزال يبهج القراء ويمتعهم.
كان يعيش في بغداد أدباءٌ وشعراءٌ عربٌ كثيرون، منهم الكاتب "عبد الله بن المقفع" الذي ألف كتاباً بعنوان "الأدب الكبير" وكتاباً بعنوان "الأدب الصغير"، فقام بترجمة كتاب "كليلة ودمنة" من اللغة الفلهوية إلى اللغة العربية، فأضاف بذلك إلى التراث الأدبي العربي كتاباً جميلاً نفيساً جميلاً ما يزال يبهج القراء ويمتعهم.
وفي الصفحات التالية نماذج مقتطفةٌ من مضمون ذلك الكتاب الكبير
تعليقات
إرسال تعليق