قال الغراب للأرنب: اعلم أن من يسمع الأباطيل تتكرر عليه من عدة جهات، يفقد المنطق ويضل، ويصيبه ما أصاب الناسك صاحب العنز.
فسأله الأرنب: وكيف كان ذلك.
قال الغراب: زعموا أن ناسكاً اشترى تيساً (فحل الماعز) ضخماً ليجعله قرباناً، فانطلق به يقوده، فبصر به قومٌ مكرةٌ فأتمروا ليخدعوه عنه، فعرض له أحدهم فقال له: أيها الناسك، ما هذا الكلب معك؟ ثم عرض له
آخر فقال: إني لأظن أن هذا الرجل الذي عليه لباسُ النساك ليس بناسك، فإن الناسك لا يقود الكلاب. ثم عرض له آخر فسأله: أنت تريد الصيد بهذا الكلب؟فلما قالوا له ذلك لم يشك أن الذي معه كلب، فقال في نفسه: "لعل الذي باعني إياه سحرني وخدعني".
فخلى عنه، فأخذه النفر فذبحوه واقتسموه.
وإنما رويت لك هذه الحكاية لتنتبه إلى أن الأباطيل مهما تكررت وجاءت من عدة مصادر فإنها أباطيل وليست حقائق.
تعليقات
إرسال تعليق